قوله تعالى:{يا أيها الرسول بلّغ ما أنزل إليك من ربّك وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته} [ المائدة: 67] .
إن قلتَ: ما فائدته مع أنه معلوم أنه إذا لم يبلّغ ما أُنزل إليه ،لم يكن قد بلّغ الرسالة ؟
قلتُ: فائدته الحثّ على تبليغ معايب اليهود ،حتى لو فُرض كتمان حرف واحد ،كان في الإثم ككتمان الجميع .
أو الأمر بتعجيل التبليغ ،لأنه كان عازما على تبليغ جميع ما أُنزل إليه ،إلا أنه أخّر البعض خوفا على نفسه ،مع بقاء العزم ،ويؤيده قوله تعالى:{والله يعصمك من الناس} [ المائدة: 67] أي من القتل ،لا من جميع أنواع الأذى ،كشجّ الوجه ،وكسر الرباعية({[154]} )({[155]} ) .
أو لعلّ الآية نزلت بعد أُحد ،لأن المائدة من أواخر ما نزل من القرآن!!