قوله تعالى:{أولئك كالأنعام بل هم أضلّ ...} [ الأعراف: 179] .
إن قلتَ: كيف جمع بين الأمرين ؟
قلتُ: المراد بالأول تشبيههم بالأنعام ،في أصل الضلال لا في مقداره ،وبالثاني في بيان مقداره .وقيل: المراد بالأول التشبيه في المقدار أيضا ،لكن المراد به طائفة ،وبالثاني أخرى ،ووجه كونهم أضلّ من الأنعام ،أنها تنقاد لأربابها ،وتعرف من يُحسن إليها ،وتتجنب ما يضرّها ...وهؤلاء لا ينقادون لربهم ،ولا يعرفون إحسانه إليهم ،من إساءة الشيطان ،الذي هو عدوّهم .