قوله تعالى:{حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة ...} [ الكهف: 86] .
إن قلتَ: الشمس في السماء الرابعة ({[395]} ) ،وهي بقدر كرة الأرض مائة وستين ،أو خمسين ،أو وعشرين مرة ،فكيف تسعها عين في الأرض تغرب فيها ؟
قلتُ: المراد وجدها في ظنّه ،كما يرى راكب البحر ،الشمسَ طالعةً وغاربةً فيه ، "فذو القرنين "انتهى إلى آخر البنيان في جهة الغرب ،فوجد عينا واسعة ،فظن ،أن الشمس تغرب فيها .
فإن قلتَ:"ذو القرنين "كان نبيا ،أو تقيا حكيما ،فكيف خفي عليه هذا حتى وقع في ظنّ ما يستحيل وقوعه .
قلتُ: الأنبياء والحكماء لا يبعد أن يقع منهم مثل ذلك ،ألا ترى إلى ظنّ موسى فيما أنكره على الخضر ،وأيضا فالله قادر على تصغير جُرم الشمس ،وتوسيع العين وكرة الأرض ({[396]} ) ،بحيث تسع عين الماء عين الشمس ،فلم لا يجوز ذلك ،ولم يُعلم به لقصور عقولنا عن الإحاطة بذلك!!