قوله تعالى:{قُولُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا} [ البقرة: 136] .
إن قلتَ: لم قال هنا"قولوا "و "إلينا "وفي آل عمران:{قُل} و "علينا "({[52]} ) .
قلتُ: لأن"إلى "للانتهاء ،وهو لا يختص بجهة ،والكتب منتهية إلى المؤمنين بعد نزولها على الأنبياء ،والخطاب هنا للمؤمنين لقوله:{قُولُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ} و "على "للاستعلاء وهو مختص بالأنبياء ،وأفضلهم نبيّنا وهو المخاطب ثَمَّ بقوله:{قُلْ آَمَنَّا بِاللَّهِ} [ آل عمران: 184] فكان الأنسب هنا وثَمَّ ما ذُكر .وكرّر"وما أنزل "لاختلاف المنزّل إلينا ،والمنزّل على إبراهيم وما عُطف عليه .
قوله تعالى:{وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ} [ البقرة: 136] .
ذكر"ما أوتي "هنا ،وحذفه في"آل عمران "({[53]} ) اختصار ،كما هو الأنسب بالآخر ،أو لأن الخطاب هنا عام ،وثَم خاص كما مر فكان الأنسب ذكره في الأول ،وحذفه في الثاني .
فإن قلتَ: لم قال هنا{وَمَا أُوتِيَ مُوسَى} [ البقرة: 136] ،ولم يقل: «وما أنزل إلى موسى » كما قال قبل:{وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ} [ البقرة: 136] ؟
قلتُ: للاحتراز عن كثرة التكرار .
فإن قلتَ: لم كرّر «وما أوتي » هنا ،وحذفه في آل عمران ؟
قلتُ: إنما حذفه ثَم للاغتناء عنه بقوله قبله:{لَمَا آَتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ} [ آل عمران: 81] .