قوله تعالى:{ومن يتّق الله يجعل له مخرجا ...} [ الطلاق: 2] .
ذكره ثلاث مرات ،وختم الأول بقوله:{يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب} [ الطلاق: 2 ،3] .
والثاني بقوله تعالى:{يجعل له من أمره يسرا} [ الطلاق: 4] .
والثالث بقوله تعالى:{يكفّر عنه سيئاته ويعظم له أجرا} [ الطلاق: 5] .
إشارة إلى تَعْداد النِّعم المترتّبة على التقوى ،من أن الله يجعل لمن اتّقاه في دنياه ،مخرجا من كُرَب الدنيا والآخرة ،ويرزقه من حيث لا يخطر بباله ،ويجعل له في دنياه وآخرته من أمره يسرا ،ويكفّر عنه في آخرته سيّئاته ،ويعظم له أجرا .
إن قلتَ: كيف قال ما ختم به في الأول ،مع أنّا نرى كثيرا من الأتقياء مضيَّقا عليهم رزقهم ؟
قلتُ: معناه ما مرّ ثَمَّ ،وذلك لا ينافي تضييق الرّزق({[643]} ) ،أو معناهأنه يجعل لكل متّق ،مخرجا من كل ما يضيق على من لا يتّقي ،مع أنّ في تضييقه في المتقي لطفا له ورحمة ،لتقلّ عوائقه عن الاشتغال بمولاه في الدنيا ،ويتوفر حظّه ،ويخفّ حسابُه في الآخرة .