قوله تعالى:{وقال الملأ من قومه ...} الآية [ الأعراف: 59] .
قاله هنا في قصة"نوح "و "هود "بلا فاء ،لأنه خرج مخرج الابتداء ،وإن تضمّن الجواب ،كما في قوله تعالى:{قالوا نحن أعلم بمن فيها} [ العنكبوت: 32] بعد قوله:{قال إن فيها لوطا} [ العنكبوت: 32] .
وقاله في"هود "({[215]} ) و "المؤمنين "({[216]} ) بالفاء ،لأنه وقع جوابا لما قبله ،فناسبتْه الفاء .
فإن قلتَ: كيف وصف الملأ ب{الذين كفروا} [ الأعراف: 66] في قصة هود ،دون قصة نوح عليها الصلاة والسلام ؟ !
قلتُ: لأنه كان قد آمن بهود بعضُهم ،فلم يكونوا كلهم قائلين له:{إنا لنراك في سفاهة} [ الأعراف: 66] بخلاف قوم نوح ،فإنه لم يكن فيهم من آمن به إذ ذاك .
ونُقِض: بأنه تعالى ،وصف أيضا الملأ من قوم نوح بالكفر في سورة هود .
وأُجيب: بجواز كون هذا القول وقع مرتين ،المرة الثانية بعد إيمان بعضهم ،بخلاف المرة الأولى .