ولما قرر أمر النبوة ،وبين الطريق الموصل إلى العلم بها ،ووعيد من أنكرها ،خاطب الناس عامة بالدعوة وإلزام الحجة والوعيد على الرد ،فقال تعالى:
/ ( يا أيها الناس قد جاءكم الرسول بالحق من ربكم فآمنوا خيرا لكم وان تكفروا فإن لله ما في السماوات والأرض وكان الله عليما حكيما170 ) .
( يا أيها الناس قد جاءكم الرسول بالحق من ربكم ) أي:بالهدى ودين الحق والبيان الشافي الذي يجب قبوله ( فآمنوا خيرا لكم ) أي:إيمانا خيرا لكم .أو ائتوا أمرا خيرا لكم من تقليد المعاندين ( وان تكفروا فإن لله ما في السماوات والأرض ) أي:فهو قادر على تعذيبكم لعظم ملكوته .أو فهو غني عنكم لا يتضرر بكفركم كما لا ينتفع بإيمانكم .كما قال تعالى:( إن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا فإن الله لغني حميد ){[2657]} ( وكان الله عليما حكيما ) في صنعه .