{ ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة} أي الشفاعة لهم عند الله ،كما زعموا أن أندادهم شفعاء{ إلا من شهد بالحق وهم يعلمون} أي من أمن بالله وأقرّ بتوحيده ،وهم يعلمون حقيقة توحيده .أي وحّدوه وأخلصوا له على علم منهم ويقين ،كقوله{[1]}{ ولا يشفعون إلا لمن ارتضى} قال ابن كثير:هذا استثناء منقطع .أي لكن من شهد بالحق على بصيرة وعلم ،فإنه تنفع شفاعته عنده ،بإذنه له .اه .
/تنبيه:
قال الشهاب:استدل الفقهاء بهذه الآية على أن الشهادة لا تكون إلا عن علم ،وأنها تجوز وإن لم يشهد .
وفي ( الإكليل ) قال إلكيا:يدل قوله تعالى:{ إلا من شهد بالحق وهم يعلمون} على معنيين:أحدهما – أن الشهادة بالحق غير نافعة إلا مع العلم ،وأن التقليد لا يغني مع عدم العلم بصحة المقالة .والثاني – أن شرط سائر الشهادات في الحقوق وغيرها ،أن يكون الشاهد عالما بها .