{ قل أتعلمون الله بدينكم والله يعلم ما في السماوات وما في الأرض والله بكل شيء عليم 16} .
{ قل} أي لهؤلاء الأعراب القائلين بأفواههم{ آمنا} .{ أتعلمون الله بدينكم} أي أتخبرونه بقولكم{ آمنا} ،بطاعتكم إياه لتكونوا مع المؤمنين عنده ،ولا تبالون بعلمه بما أنتم عليه ،من التعليم ،بمعنى الإعلام والإخبار ،فلذا تعدى للثاني بالباء .وقيل:تعدى بها لتضمين معنى الإحاطة أو الشعوب .وفيه تجهيل لهم وتوبيخ .أي لأن قولهم{ آمنا} إن كان إخبارا للخلق فلا دليل على صدقه ،وإن كان للحق تعالى فلا معنى له ،لأنهم كيف يعلمونه ،وهو العالم بكل شيء ،كما قال:{ والله يعلم ما في السماوات وما في الأرض والله بكل شيء عليم} قال ابن جرير:{[6707]} هذا تقدم من الله إلى هؤلاء الأعراب بالنهي عن أن يكذبوا ويقولوا غير الذي هم عليه في دينهم .يقول:الله محيط بكل شيء عالم به ،فاحذروا أن تقولوا خلاف ما يعلم من ضمائركم ،فينالكم عقوبته ،فإنه لا يخفى عليه شيء .
ثم أشار إلى نوع آخر من جفائهم ،مختوما بتوعدهم ،بقوله تعالى:{ يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا عليّ إسلامكم بل الله يمنّ عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين 17} .