قوله تعالى:{والذين تبوّؤوا الدار والإيمان من قبلهم ...} ({[629]} ) [ الحشر: 9] . "الدار "أي المدينة اتخذوها منزلا ،فقوله بعده{والإيمان} منصوب ب"تبوّؤوا "بتضمنه لزموا ،أو بقدّر أي واعتقدوا ،وأخلصوا ،أو واختاروا الإيمان ،لأن الإيمان لا يُتّخذ منزلا ،فهو على الثاني من باب «علفتُها تبنا وماء بارداً » أو منصوب بتبوؤوا بلا تضمين ،على أنه مجاز ،بجعله منزلا لهم ،لتمكنهم فيه كتمكّنهم في المدينة ،ففي"تبوؤوا "جمع بين الحقيقة والمجاز ،وهو جائز عند الشافعي رضي الله عنه .