{ وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا * ذَلِكَ} أي الذي فصلت نعوته الجليلة وخصائصه الباهرة{ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ} أي ما لا يصفه به النصارى .وهو تكذيب لهم ،فيما يزعمونه ،على الوجه الأبلغ والمنهاج البرهاني .حيث جعله موصوفا بأضداد ما يصفونه{ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ * مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ} أي:ومن هذا شأنه كيف يتوهم أن يكون له ولد ؟ وهذا كقوله تعالى:{ إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون * الحق من ربك فلا تكن من الممترين} ثم أشار إلى تتمة كلام عيسى من الأمر بعبادته تعالى وحده ،بقوله سبحانه:{ وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ} أي قويم .من اتبعه رشد وهدي .ومن خالفه ضل وغوى .
/خ36