ثم أشار إلى شأنهم في الآخرة بقوله سبحانه:
{ إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ} أي من الأوثان والأصنام{ حَصَبُ جَهَنَّمَ} أي ما يرمى به إليها{ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ *{ لَوْ كَانَ هَؤُلَاء آلِهَةً مَّا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ} أي فلا منجي لهم منها .
قال الزمخشري:فإن قلت:لم قرنوا بآلهتهم ؟ قلت:لأنهم لا يزالون لمقارنتهم في زيادة غم وحسرة .حيث أصابهم ما أصابهم بسببهم والنظر إلى وجه العدو باب من العذاب .ولأنهم قدروا أنهم يستشفعون بهم في الآخرة ،ويستنفعون بشفاعتهم .فإذا صادفوا الأمر على عكس ما قدروا ،لم يكن شيء أبغض إليهم منهم{ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ} أي ترديد نفس تنتفخ منه الضلوع{ وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ} أي من الهول وشدة العذاب .