{ وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا} أي يكون لهم في الليل فضل صلاة وإنابة ،كما قال تعالى{[5900]}:{ كانوا قليلا من الليل ما يهجعون * وبالأسحار هم يستغفرون} وقوله{[5901]}:{ تتجافى جنوبهم عن المضاجع} الآية وقوله{[5902]}:{ أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه ،قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون} و ( البيتوتة ) لغة ،الدخول في الليل .يقال:بات يفعل كذا يبيت ويبات ،إذا فعله ليلا .وقد تستعار البيتوتة للكينونة مطلقا .إلا أن الحقيقة أولى ،لكثرة ما ورد في معناها مما تلونا .ولذلك قال السلف:في الآية مدح قيام الليل والثناء على أهله .وفي قوله:{ لربهم} إشارة إلى الإخلاص في أدائها وابتغاء وجهه الكريم .لما أن ذلك هو الذي يستتبع أثرها من العمل الصالح وفعل الخير وحفظ حدود الله و{ قياما} جمع قائم أو مصدر أجري مجراه .