وقوله:
وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدتَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ} إبطال لمنته عليه في التربية ،ببيان أنها في الحقيقة نقمة .لأنه كان اتخذ بني إسرائيل ؛ عبيدا مسخرين في شؤونه ،مذللين لأموره ،مقهورين لعسفه .وموسى عليه السلام ،وإن لم ينله من ذلك ما نالهم ،إلا أنه لما كان منهم ،فكأنه وصل إليه ،وحل به ،كما قيل ( وظلم الجار إذلال المجير ) أي لا يفي إحسانك إلى رجل منهم بما أسأت إلى مجموعهم ،وما أنا إلا عضو منهم .وفي فحواها تقريعه بالكبرياء المتناهية ،والقسوة البالغة ،والسلطة الغالية التي من ورائها الفرج القريب ،والمخرج العجيب .