{ لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ} أي فعل الله ذلك ليسأل يوم القيامة الأنبياء .ووضع الصادقين موضع ضميرهم ،للإيذان من أول الأمر ،بأنهم صادقون فيما سئلوا عنه .وإنما السؤال لحكمة تقتضيه .أي ليسأل الأنبياء الذين صدقوا عهودهم عما قالوه لقومهم .أو عن تصديقهم إياهم تبكيتا لهم .كما في قوله تعالى{[6137]}:{ يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم} أو المصدقين لهم عن تصديقهم .أفاده أبو السعود{ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا أَلِيمًا} أي لمن كفر من أممهم عذابا موجعا .ونحن – كما قال ابن كثير – نشهد أن الرسل قد بلغوا رسالات ربهم ،ونصحوا الأمم ،وأفصحوا لهم عن الحق المبين الواضح الجلي ،الذي لا لبس فيه ولا شك ولا امتراء .وإن كذبهم من كذبهم من الجهلة والمعاندين والمارقين والقاسطين ،فما جاءت به الرسل هو الحق ،ومن خالفهم فهو على الضلال .انتهى .