{ جند ما} أي:هم جند حقير ،{ هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِّنَ الْأَحْزَابِ} أي:الذين كانوا يتحزبون على الأنبياء قبلك .وأولئك قد قهروا وأهلكوا .وكذا هؤلاء .فلا تبال بما يقولون ولا تكترث لما به يهذون .و{ هنالك} إشارة إلى حيث وضعوا فيه أنفسهم من الانتداب لمثل هذا القول ،فهو مجاز .وجوز أن يكون حقيقة ،للإشارة إلى مكان قولهم وهو مكة .قال قتادة:وعده الله وهو بمكة يومئذ ،أنه سيهزم جندا من المشركين .فجاء تأويلها يوم بدر .وقال ابن كثير:هذه الآية كقوله جلت عظمته{ أم يقولون نحن جميع منتصر* سيهزم الجمع ويولون الدبر} وكان ذلك يوم بدر .وفي الآية أوجه من الإعراب أشار لها السمين ،بقوله:{ جند} يجوز فيه وجهان:أحدهما- وهو الظاهر- أنه خبر مبتدأ .أي هم جند .و{ ما} فيها وجهان ،أحدهما ،أنها مزيدة .والثاني أنها صفة ل{ جند} على سبيل التعظيم ،للهزء بهم ،أو للتحقير .فإن{ ما} إذا كانت صفة تستعمل لهذين المعنيين .و{ هنالك} يجوز فيه ثلاثة أوجه:أحدها- أن يكون خبرا ل{ جند} و{ ما} مزيدة و{ مهزوم} نعت ل{ جند} .الثاني - أن يكون صفة ل{ جند} الثالث - أن يكون منصوبا .ب{ مهزوم} .و{ مهزوم} يجوز فيه أيضا وجهان:أحدهما - أنه خبر ثاني لذلك المبتدأ المقدر ،والثاني أنه صفة ل{ جند} .و{ هنالك} مشار به إلى موضع التقاول والمحاورة بالكلمات السابقة ،وهو مكة .أي سيهزمون بمكة .وهو إخبار بالغيب .وقيل:مشار به إلى نصرة الإسلام .وقيل:إلى حفر الخندق ،يعني إلى مكان ذلك .الثاني من الوجهين الأولين أن يكون{ جند} مبتدأ و{ ما} مزيدة و{ هنالك} نعت و{ مهزوم} خبره .وفيه بعد ،لتفلّته عن الكلام الذي قبله .انتهى .