{ إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ} أي يدفعون الحق بالباطل ،ويردون الحجج الصحيحة بالشبه الفاسدة ،بلا برهان ولا حجة من الله{ إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْر} أي:إلا تكبّر عن الحق وتعظم عن التفكر ،وغمط لمن جاءهم به ،حسدا منهم على الفضل الذي آتاك الله ،والكرامة التي أكرمك بها من النبوة{ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ} قال ابن جرير:{[6401]} أي الذي حسدوك عليه أمر ليسوا بمدركيه ولا نائليه .لأن ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء .وليس بالأمر الذي يدرك بالأماني .وقد قيل:إن معناه إن في صدورهم إلا عظمة ،ما هم ببالغي تلك العظمة ،لأن الله مذلهم{ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ} قال ابن جرير:{[6402]}/ أي فاستجر بالله يا محمد ،من شر هؤلاء الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان ،ومن الكبر أن يعرض في قلبك منه شيء{ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} أي يقولون وبما يعملون ،فسيجازيهم .
تنبيه:
قال كعب وأبو العالية:نزلت الآية في اليهود .وذلك أنهم ادعوا أن الدجال منهم ،وأنهم يملكون به الأرض .فأمر صلى الله عليه وسلم أن يستعيذ بالله من فتنته .قال ابن كثير:وهذا قول غريب ،وفيه تعسف بعيد .وإن كان قد رواه ابن أبي حاتم .ولم يذكره ابن جرير ،على ولعه بالغريب والضعيف .
وفي ( الإكليل ):ليس في القرآن الإشارة إلى الدجال إلا في هذه الآية ،أي على صحة هذه الرواية .