{ ألا يعلم من خلق} أي ألا يعلم السر والجهر من خلق الأشياء ،والخلق يستلزم العلم ،كما قال{ وهو اللطيف الخبير} أي اللطيف بعباده ،الخبير بأعمالهم .وقيل معنى الآية:ألا يعلم الله من خلقه ،وهو بهذه المثابة ف{ من} مفعول والعائد مقدر .
قال الغزالي:إنما يستحق اسم اللطيف ،من يعلم دقائق الأمور وغوامضها وما لطف منها ،ثم يسلك في إيصال ما يصلحها سبيل الرفق دون العنف .{ والخبير} هو الذي لا يعزب عن علمه الأمور الباطنة ،فلا تتحرك في الملك والملكوت ذرة ،ولا تسكن أو تضطرب نفس ،إلا وعنده خبرها ،وهو بمعنى العليم .