{ إن كل نفس لما عليها حافظ} أي مهيمن عليها رقيب وهو الله تعالى كما في آية{[7422]}{ وكان الله على كل شيء رقيبا} فيحصي عليها ما تكسب من خير ؟أو شر وقد قرىء{ لما} بالتخفيف في{ إن} مخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن و{ كل نفس} مبتدأ و{ عليها حافظ} خبره و ( ما ) صلة واللام هي الفارقة وقرىء{ لما} بالتشديد على أنها بمعنى ( إلا ) الاستثنائية و ( إن ) نافية والخبر محذوف أي ما كل نفس كائنة في حال من الأحوال إلا في حال أن يكون عليها حافظ ورقيب و{ كل} على هذا مؤكدة{[7423]} لأن{ نفس} حينئذ نكرة في سياق النفي فتعم .
قال ابن جرير{[7424]} والقراءة التي لا أختار غيرها في ذلك ،التخفيف لأن ذلك هو الكلام المعروف من كلام العرب وقد أنكر التشديد جماعة من أهل المعرفة بكلام العرب غير أن الفراء كان يرى أنها لغة في هذيل ،يجعلون ( إلا ) مع ( إن ) المخففة لما .فإن كان صحيحا ما ذكر الفراء فالقراءة بها جائزة صحيحة وإن كان الاختيار مع ذلك قراءة التخفيف لأن ذلك هو المعروف من كلام العرب ولا ينبغي أن يترك الأعرف إلى الأنكر انتهى .
وقد صحح غير واحد ثبوتها وبها قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة ،واستشهد ابن هشام لها في ( المغنى ) فراجعه .