وقوله:{ أرءيت إن كان على الهدى أو أمر بالتقوى} أي أرأيت إن كان ذلك الناهي على طريقة سديدة فيما تنهى عنه من عبادة الله ،أو كان آمرا بالمعروف والتقوى فيما يأمر به من عبادة الأوثان كما يعتقد ؟ وجواب الشرط محذوف دل عليه ما بعده ،أي:ألم يعلم بأن الله يرى ،وعليه فالضمائر كلها ل{ الذي ينهى} وجوز عود الضمير المستتر في{ كان} للعبد المصلي ،وكذا في ( أمر ) أي:أرأيت الذي ينهى عبدا يصلي ؟ والمنهي على الهدى أمر بالتقوى والنهي مكذب متول فما أعجب من هذا ؟ وذهب الإمام رحمه الله في تأويل الآية على معنى آخر ،وعبارته:أما قوله{ أرءيت إن كان على الهدى أو أمر بالتقوى} فمعناه أخبرني عن حاله إن كان ذلك الطاغي على الهدى وعلى صراط الحق ،أو أمر بالتقوى مكان نهيه عن الصلاة ،أفما كان ذلك خيرا له وأفضل ؟