وقوله تعالى:{ ناصية كاذبة خاطئة} بدل من ( الناصية ) ولم يقتصر على إحدى الجملتين ؛ لأن ذكر الأولى للتنصيص على أنها ناصية الناهي ،والثانية لتوصف بما يدل على علة السفع وشموله لكل من وجد فيه ذلك ،ووصفها بالكذب والخطأ وهما لصاحبها على الإسناد المجازي للمبالغة ؛ لأنها تدل على وصفه بالكذب بطريق الأولى ،ولأنه لشدة كذبه كان كل جزء من أجزائه يكذب ،وكذا حال الخطأ ،وهو كقوله{[7518]}{ وتصف ألسنتهم الكذب} ( وجهها يصف الجمال ) والتجوز بإسناد ما لكل إلى الجزء ،كما يسند إلى الجزئي في قولهم ( بنو فلان قتلوا قتيلا ) والقاتل أحدهم .
لطيفة:قال في ( البحر ):كتبت نون{ لنسفعا} بالألف باعتبار الوقف عليها بإبدالها ألفا ،وقال السمين:الوقف على هذه النون بالألف تشبيها لها بالتنوين ،وتكتب هنا ألفا اتباعا للوقف ؛ لأن قاعدة الرسم مبنية على حال الوقف والابتداء .