قوله تعالى:{النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم ...} [ الأحزاب: 6] ،أي في الحرمة والاحترام ،وإنما جعلهن الله كالأمهات ،ولم يجعل نبيّه كالأب ،حتى قال:{ما كان محمد أبا أحد من رجالكم} [ الأحزاب: 40] لأنه تعالى أراد أن أمته ،يدعون أزواجه بأشرف ما تُنادى به النساء وهو الأمّ ،وأشرف ما ينادى به النبيّ صلى الله عليه وسلم لفظ"الرسول "لا الأب ،ولأنه تعالى جعلهن كالأمهات ،إجلالا لنبيّه ،لئلا يطمع أحد في نكاحهن بعده ،ولو جعله أبا للمؤمنين ،لكان أبا للمؤمنات أيضا فيحرُمن عليه ،وذلك ينافي إجلاله وتعظيمه ،ولأنه تعالى جعله أولى بنا من أنفسنا ،وذلك أعظم من الأب في القرب والحرمة ،إذ لا أقرب للإنسان من نفسه ،ولأن من الآباء من يتبرأ منه ابنه ،ولا يمكنه أن يتبرأ من نفسه .