ثم أشار تعالى إلى أخذه العهد على بني آدم ،من اتباعهم كل هدى يأتيهم منه سبحانه ،وترتب الفوز عليه .وإلى أن الإعراض عنه من وسوسة الشيطان ،العدو لهم ولأبيهم قبلهم .وترتب الشقاء عليه ،بقوله سبحانه:
{ وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا ( 115 )} .
{ وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ} أي من قبل هذا الزمان ،أن لا يقرب من الشجرة{ فَنَسِيَ} أي العهد{ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا} أي تصميما في حفظه .إذ لو كان كذلك ،لما أزله الشيطان ولما استطاع أن يغره .كما بينه الله تعالى بقوله:
{ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى ( 116 )} .