وقوله تعالى:
{ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاء وَذِكْرًا لِّلْمُتَّقِينَ} .
{ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاء وَذِكْرًا لِّلْمُتَّقِينَ} شروع في قصص الأنبياء ،تسلية له صلوات الله عليه وعليهم ،فيما يناله من أذى قومه ،وتقوية لفؤاده على أداء الرسالة ،والصبر على كل عارض دونها .قال أبو السعود:نوع تفصيل لما أجمل في قوله تعالى:{ وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم} إلى قوله{ المسرفين} وإشارة إلى كيفية إنجائهم وإهلاك أعدائهم وتصديره بالتوكيد القسمي لإظهار كمال الاعتناء بمضمونه .والمراد ب ( الفرقان ) التوراة وكذا ب ( الضياء ) و ( الذكر ) .أي وبالله لقد آتيناهما وحيا ساطعا وكتابا جامعا بين كونه فارقا بين الحق والباطل .وضياء يستضاء به في ظلمات الجهل وذكرا يتعظ به الناس .وتخصيص ( المتقين ) بالذكر لأنهم المستضيئون بأنواره .انتهى .