وقوله تعالى:{ وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} استئناف مسوق لإبطال ما قالوا في حق القرآن الكريم ،من أنه من قبيل الشعر ،وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشعراء ،ببيان حال الشعراء المنافية لحاله عليه الصلاة والسلام .بعد إبطال ما قالوا إنه من قبيل ما يلقي الشياطين على الكهنة من الأباطيل ،بما مر من بيان أحوالهم المضادة لأحواله عليه الصلاة والسلام ،والمعنى أن الشعراء الذين يركبون المخيلات والمزخرفات من القياسات الشعرية والأكاذيب الباطلة ،سواء كانت موزونة أم لا ،فإنهم يتبعهم{ أي يجاريهم ويسلك مسلكهم ،ويكون من جملتهم ) الغاوون الضالون عن السنن ،لا غيرهم من أهل الرشد ،المهتدين إلى طريق الحق ،الداعين إليه .قاله أبو السعود .