قوله تعالى:{ أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ} استشهاد على أن الشعراء إنما يتبعهم الغاوون ،وتقرير له .أي ألم تر أنهم في كل واد من أودية الخيال يهيمون على وجوههم ،لا يقفون عند حد معين ،بل يركبون للباطل والكذب وفضول القول كل مركب .ديدنهم الهجاء ،وتمزيق الأعراض ،والقدح في الأنساب ،والنسيب{[5950]}بالحرم والغزل والابتهار .ومدح من لا يستحق المدح ،والغلو في الثناء والهجاء .
لطيفة:
في ذكر الوادي والهيام ،تمثيل لذهابهم في شعب القول وفنونه وطرقه وشجونه .قال ابن الأثير:استعار الأودية للفنون والأغراض من المعاني الشعرية التي يقصدونها .وإنما خص الأودية بالاستعارة ،ولم يستعر اسم الطرق والمسالك ،أو ما جرى مجراها – لأن معاني الشعر تستخرج بالفكرة والروية ،والفكرة والروية فيهما خفاء وغموض ،فكان استعارة الأودية لها أشبه وأليق .