{ حَتَّى إِذَا جَاؤُوا} إلى المحشر{ قَالَ} أي ليفضحهم في هذا اليوم المشهود{ أَكَذَّبْتُم بِآيَاتِي} أي الناطقة بلقاء يومكم هذا وقوله{ وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا} جملة حالية مفيدة لزيادة شناعة التكذيب وغاية قبحه .ومؤكدة للإنكار والتوبيخ .أي أكذبتم بهذا بادئ الرأي ،غير ناظرين فيها نظرا يؤدي إلى العلم بكنهها ،وأنها حقيقة بالتصديق حتما ؟ وهذا نص في أن المراد بالآيات ،فيما سلف في الموضعين ،هي الآيات القرآنية .لأنها هي المنوطة على دلائل الصحة ،وشواهد الصدق التي لم يحيطوا بها علما ،مع وجوب أن يتأملوا ويتدبروا فيها .لا نفس الساعة وما فيها .أفاده أبو السعود{ أَمَّاذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} أي بها .أو ماذا كان عملكم ؟ هل هو إلا الإفساد والإفساد ؟ وصد السبيل عن العباد ؟ ولذا حقت كلمة العذاب عليهم ،كما قال تعالى:
{ وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِم بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لَا يَنطِقُونَ} .