{ قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ} أي اجعله أجيرك ليرعى غنمك ،فإنه حقيق بذلك{ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ} أي خير من أردت جعله أجيرا ،القوي على العمل المؤتمن فيه .
قال الزمخشري:وقولها{ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ} كلام حكيم جامع لا يزاد عليه .لأنه إذا اجتمعت هاتان الخصلتان ،أعني الكفاية والأمانة في القائم بأمرك ،فقد فرغ بالك وتم مرادك .وقد استغنت بإرسال هذا الكلام الذي سياقه سياق المثل والحكمة ،أن تقول:استأجره لقوته وأمانته .انتهى .
قال الناصر:وهو أيضا أجمل في مدح النساء للرجال ،من المدح الخاص .وأبقى للحشمة وخصوصا إن كانت فهمت أن غرض أبيها عليه السلام أن يزوجها منه .وما أحسن ما أخذ الفاروق رضي الله عنه هذا المعنى فقال:( أشكو إلى الله ضعف الأمين وخيانة القوي ) .ففي مضمون الشكاية سؤال الله تعالى أن يتحفه بمن جمعه الوصفين ،فكان قويا أمينا:يستعن به على ما كان بصدده رضي الله عنه .انتهى .