ثم نبه تعالى خلقه على نعمه الوافرة المستتبعة انفراده بالألوهية ،فقال سبحانه:
{ أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} أي من النجوم والشمس والقمر ،التي ينتفعون من ضيائها وما تؤثره في الحيوانات والنبات والجماد بقدرته تعالى .وكذا من الأمطار والسحب والكوائن العلوية التي خلقها تعالى لنفع من سخرت له .وكذا ما أوجد في الأرض من قرار وأشجار وأنهار وزرع وثمار ،ليستعملها من سخرت له فيما فيه حياته وراحته وسعادته{ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً} أي محسوسة ومعقولة .كإرسال الرسل ،وإنزال الكتب ،وإزاحة الشبه والعلل{ وَمِنَ النَّاسِ} يعني الجاحدين نعمته تعالى{ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ} أي في توحيده وإرساله الرسل{ بِغَيْرِ عِلْمٍ} أي برهان قاطع مستفاد من عقل{ وَلَا هُدًى} أي دليل مأثور عن نبي{ وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ} أي منزل من لدنه تعالى ،بل لمجرد التقليد .و ( المنير ) بمعنى المنقذ من ظلمة الجهل والضلال .