{ قُلْ إِن ضَلَلْتُ} أي عن طريق الحق{ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي} أي لأن وبال ذلك عائد عليها ،أو على ذاتي ،لا على غيري{ وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي} أي من الرشاد والحق المبين{ إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ} فإن قيل:مقتضى المقابلة مع الجملة قبلها ،أن يقال ( وإن/ اهتديت فإنما أهتدي لها ) فلم عدل عنها إلى ما ذكر ؟ قيل:إن المقابلة تكون باللفظ وتكون بالمعنى .وما هنا من الثاني .بيانه أن النفس كل ما عليها فهو بها ،أي:كل ما هو وبال عليها ،وضارّ لها ،فهو بسببها ،ومنها .لأنها الأمارة بالسوء .وكل ما هو لها مما ينفعها ،فبهداية ربها وتوفيقه إياها .
وهذا حكم عام لكل مكلف .وإنما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسند ذلك إلى نفسه .لأن ( الرسول ) إذا دخل في عمومه ،مع علو محله وسداد طريقته ،كان غيره أولى به .أشار لهذا ،الفاضل بن الأثير في ( المثل السائر ) .