{ أنتم عنه معرضون} لتمادي غفلتكم .فإن العاقل لا يعرض عن مثله .كيف وقد قامت عليه الحجج الواضحة .أما على التوحيد ،فما مرّ من آثار قدرته وصنعه البديع .وأما على بعثته صلى الله عليه وسلم به ،فقوله:{ ما كان لي من علم بالملإ الأعلى إذ يختصمون} .
قال الرازي:واعلم أن قوله:{ أنتم عنه معرضون} ترغيب في النظر والاستدلال ،ومنع من التقليد .لأن هذه المطالب مطالب شريفة عالية ،فإن بتقدير أن يكون الإنسان فيها على الحق ،يفوز بأعظم أبواب السعادة ،وبتقدير أن يكون الإنسان فيها على الباطل ،وقع في أعظم أبواب الشقاوة .فكانت هذه المباحث أنباء عظيمة ومطالب عالية بهية .وصريح العقل يوجب على الإنسان أن يأتي فيها بالاحتياط التام ،وأن لا يكتفي بالمساهلة والمسامحة .