{ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ} أي جنوا عليها بالإسراف في المعاصي والكفر{ لَا تَقْنَطُوا} قرئ بفتح النون وكسرها{ مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ} أي لا تيأسوا من مغفرته بفعل سبب يمحو أثر الإسراف{ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا} أي لمن تاب وآمن .فإن الإسلام يجبّ ما قبله{ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ} أي توبوا إليه{ وأسلموا له} أي استسلموا وانقادوا له .وذلك بعبادته وحده وطاعته وحده ،بفعل ما أمر به واجتناب ما نهى عنه{ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ * أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ} أي قصرت{ فِي جَنبِ اللَّهِ} أي في جانب أمره ونهيه ،إذا لم أتبع أحسن ما أنزل{ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ} أي المستهزئين بمن يتبع الأحسن .و{ أن تقول} مفعول له بتقدير مضاف .أي:فتداركوا كراهة أن تقول .أو تعليل لفعل يدل عليه ما قبله .أي أنذركم وآمركم باتباع أحسن القول كراهة .وتفصيله في شروح ( الكشاف ) .