{ إن المتقين} أي الذين اتقوا الله بطاعته ،واجتناب معاصيه في الدنيا ،وبتجنب / القول بالخرص والتخمين في الأمور الاعتقادية .{ في جنات وعيون* آخذين ما آتاهم ربهم} قال ابن جرير:{[6779]} أي عاملين ما أمرهم به ربهم ،مؤدين فرائضه .وقال غيره:أي قابلين لما أعطاهم من النعيم الأخرويّ ،راضين به .
وهذا هو الوجه .ولذا قال ابن كثير:والذي فسر به ابن جرير فيه نظر ،لأن قوله تبارك وتعالى:{ آخذين} حال من قوله:{ في جنات وعيون} فالمتقون في حال كونهم في الجنات والعيون ،آخذين ما آتاهم ربهم .أي من النعيم والسرور والغبطة .
ثم أشار إلى سر استحقاقهم لذلك بقوله:{ إنهم كانوا قبل ذلك} يعني:في الدنيا{ محسنين} أي قد أحسنوا أعمالهم لغلبة محبة الله على قلوبهم ،بظهور آثارها في أفعالهم وأقوالهم ،كما بينه بقوله سبحانه:{ كانوا قليلا من الليل ما يهجعون}