{ والسابقون السابقون} أي الذين سبقوا إلى الإيمان والطاعة ،بعد ظهور الحق وأوذوا لأجله وصبروا على ما أصابهم وكانوا الدعاة إليه .
فإن قيل لم خولف بين المذكورين في السابقين وفي أصحاب اليمين مع أن كل واحد منهما إنما أريد به التعظيم المؤدى بقوله{ السابقون} أبلغ من قرينه وذلك أن مؤدى هذا أن أمر السابقين وعظمة شأنه ما لا يكاد يخفى ،وإنما تحير فهم السامع فيه مشهور ،وأما المذكور في قوله{ وأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة} فإنه تعظيم على السامع بما ليس عنده منه علم سابق .ألا ترى كيف سبق بسط حال السابقين بقوله{ أولئك المقربون} فجمع بين اسم الإشارة المشار إليه به على معروف ،وبين الإخبار عنه بقوله{ المقربون} معرفا بالألف واللام العهدية ؟ وليس مثل هذا مذكورا في بسط حال أصحاب اليمين فإنه مصدر بقوله{ في سدر مخضود} أفاده الناصر .
و{ السابقون} الثاني إما خبر أي الذين عرفت حالهم واشتهرت أوصافهم على حد ( وشعري شعري ) أو تأكيد والخبر قوله:{ أولئك المقربون}