{ الذي خلق سبع سموات طباقا} قال ابن جرير{[7175]} طبقا فوق طبق ،بعضها فوق بعض .
وقال المهايمي أي يوافق بعضها بعضا بلا تضاد ليتم أمر الحكمة في الكوائن والفواسد .
وقال بعض علماء الفلك اعلم أن لفظ ( السماء ) يطلق لغة على كل ما علا الإنسان فإنه من السمو ،وهو العلو فسقف البيت سماه ومنه قوله تعالى{[7176]}{ فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع} أي فليمدد بحبل إلى سقف بيته ،وهذا الفضاء اللانهائي سماء ،ومنه قوله تعالى{[7177]}{ كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء} والسحاب سماء ومنه قوله تعالى{[7178]}{ أنزل من السماء ماء} والكواكب سماوات ،فالسماوات السبع المذكورة كثيرا في القرآن الشريف هي هذه السيارات السبع وهي طباق أي أن بعضها فوق بعض لأن فلك كل منها فوق فلك غيره .
{ ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت} أي تخالف وعدم تناسب في رعاية الحكمة ،بل راعاها في كل خلقه .
{ فارجع البصر} أي إن شككت ،فكرر النظر{ هل ترى من فطور ؟} أي خلل .وأصل ( الفطور ) الصدوع والشقوق أريد به لازمه ،كذا قالوه والصحيح أنه على حقيقته ،أي هل ترى من انشقاق وانقطاع بين السموات بحيث تذهب باتصالات الكواكب فتفرقها وتقطع علاقاتها وأحبال تجاذبها ؟ كلا بل هي متجاذبة مرتبط بعضها ببعض من كل جهة ،كما تقدم في سورة ( ق ) في آية{[7179]}{ أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج} .