{ تكاد تميز من الغيظ} أي تتفرق أجزاؤها من الغيظ على الذين أغضبوا الله ورسوله ،شبهت في شدة غليانها وقوة تأثيرها في أهلها ،بالإنسان شديد الغيظ على غيره مبالغ في إيصال الضرر إليه ،فتوهم لها صورة كصورة الحالة المحققة الوجدانية ،وهي الغضب الباعث على ذلك ،واستعير لتلك الحالة المتوهمة الغيظ كما في ( شرح المفتاح الشريفي ) ،وأما ثبوت الغيظ الحقيقي لها بخلق الله فيها إدراكا ،فبحث آخر ،لكنه قد قيل هنا:إنه لا حاجة إلى ادعاء التجوز فيه لأن{ تكاد} تأباه كما في قوله{[7185]}{ يكاد زيتها يضيء} وقد صرح به علماء المعاني في بحث المبالغة والغلو ،وجوز أن يراد غيظ الزبانية ،فالإسناد مجازي أو على تقدير مضاف كما في ( العناية ) .
{ كلما ألقي فيها فوج} أي جماعة من الكفرة{ سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير ؟} أي في الدنيا ينذركم هذا العذاب .
قال في ( الإكليل ):استدل به على أنه لا تكليف قبل البعثة .