{ إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة} أي بلونا مشركي مكة ،فاختبرنا بهذا التنزيل الحكيم ،هل يشكرون نعمته فيحيوا حياة طيبة ،أو يصرون على تكذيبه ،فلا تكون عاقبتهم إلا كعاقبة أهل الجنة في امتحانهم الآتي ،ثم دمارهم .
وقيل معناه أصبناهم ببلية ،وهي القحط ،والجوع ،بدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم{ كما بلونا أصحاب الجنة} وهم قوم من أهل الكتاب على ما روي عن ابن عباس ،أو ناس من الحبشة في قول عكرمة ،أي كتابيون فيتفق مع ما قبله ،وليس من ضرورة الاعتبار بالمثل والعظة به تعيين أهله لولا محبة المأثور{ إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين} أي ليقطعن ثمارها مبكرين بحيث لا يعلم مسكين بذلك .