وقوله تعالى:{ يقولون أءنا لمردودون في الحافرة} قال ابن جرير{[7336]} أي يقول هؤلاء المكذبون بالبعث من مشركي قريش إذا قيل لهم إنكم مبعوثون من بعد الموت أئنا لمردودون إلى حالنا الأولى قبل الممات فراجعون أحياء كما كنا ؟ وقال أبو السعود حكاية لما يقوله المنكرون للبعث المكذبون بالآيات الناطقة به ،إثر بيان وقوعه بطريق التوكيد القسمي وذكر مقدماته الهائلة وما يعرض عند وقوعها للقلوب والأبصار أي يقولون إذا قيل لهم إنكم تبعثون منكرين له متعجبين منه أئنا لمردودون بعد موتنا في الحافرة ؟ أي في الحالة الأولى يعنون الحياة من قولهم ( رجع فلان في حافرته ) أي في طريقته التي جاء فيها فحفرها أي أثر فيها بمشيه وتسميتها ( حافرة ) مع أنها محفورة كقوله تعالى{[7337]}{ في عيشة راضية} أي منسوبة إلى الحفر والرضا أو كقولهم ( نهاره صائم ) على تشبيه القابل بالفاعل أي شبه القابل للفعل بمن يفعله لتنزيله منزلته فالاستعارة في الضمير المستتر وإثبات الحافرية له تخييل .