ثم شرع تعالى في بيان أحكام الناقضين ،بعد تفصيل أحوالهم ،بقوله:
57{ فإما تثقفنهم في الحرب فشرد بهم من خلفهم لعلهم يذكرون}
{ فإما تثقفنهم في الحرب} أي فإما تصادفنهم وتظفرن بهم{ فشرد بهم من خلفهم} أي فرق بهم من وراءهم من المحاربين .يعني:بأن تفعل بهم من النكال وتغليظ العقوبة ،ما يشرد غيرهم خوفا ،فيصيروا لهم عبرة .كما قال:{ لعلهم يذكرون} أي لعل المشردين يتعظون بما شاهدوا ما نزل بالناقضين ،فيرتدوا عن النقض أو عن الكفر .قال في ( التاج ):وقيل:معنى{ فشرد بهم} فسمع بهم ،وقيل:فزِّع بهم .ولا يخفى أن هذه المعاني متقاربة .وأصل التشريد الطرد والتفريق .ويقال:شرد به تشريدا ،سمَّع الناس بعيوبه .قال:
أُطوِّفُ بالأباطح كلَّ يوم ***مخافَةَ أن يُشَرِّدَ بي حَكِيمُ
معناه أن يسمع بي و ( حكيم ) رجل من بني سُليم كانت قريش ولَّتْهُ الأخذ على أيدي السفهاء .
استشهد به في ( اللسان ) في مادة ( ش ر د ) .