{ وما يدريك لعله يزكى} أي يتطهر بما يتلقن منك من الجهل أو الإثم وفي الالتفات إلى الخطاب إنكار للمواجهة بالعتب أولا إذ في الغيبة إجلال له صلى الله عليه وسلم لإبهام أن من صدر منه ذلك غيره لأنه لا يصدر عنه مثله كما أن الخطاب إيناسا بعد الإيحاش وإقبالا بعد إعراض .
وقال أبو السعود وكلمة ( لعل ) مع تحقق التزكي واردة على سنن الكبرياء أو على اعتبار معنى الترجي بالنسبة إليه عليه الصلاة والسلام للتنبيه على أن الإعراض عنه عند كونه مرجو التزكي مما لا يجوز فكيف إذا كان مقطوعا بالتزكي ؟ كما في قولك ( لعلك ستندم على ما فعلت ) وفيه إشارة إلى أن إعراضه كان لتزكية غيره وأن من يتصدى لتزكيتهم من الكفرة لا يرجى منهم التزكي والتذكر أصلا