{ إن الذين آمنوا} أي بالله ورسوله محمد صلوات الله عليه{ وعملوا الصالحات} أي من بذل النفس في سبيل الجهاد للحق ،وبذل المال في أعمال البر ،مع القيام بفرائض العبادات ،والإخلاص في سائر ضروب المعاملات ،لأن إذعانهم الصحيح ووجدانهم لذة معرفة الحق قيادهم ،فعملوا الأعمال الصالحة .قاله الإمام{ أولئك هم خير البرية} أي أفضل الخليقة ؛ لأنهم بمتابعة الحق عند معرفته بالدليل القائم عليه قد حققوا لأنفسهم معنى الإنسانية التي شرفهم الله بها ،وبالعمل الصالح قد حفظوا نظام الفضيلة الذي جعله الله قوام الوجود الإنساني ،وهدوا غيرهم بحسن الأسوة إلى مثل ما هدوا إليه من الخير والسعادة ،فمن يكون أفضل منهم ؟ قاله الإمام .