{ إن الذين كفروا} أي بالله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم فجحدوا نبوته{ من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية} أي شر من برأه الله وخلقه .قال الإمام:لأن منكر الحق بعد معرفته وقيام الدليل عليه منكر في الحقيقة لعقل نفسه ،مهلك لروحه ،جالب الهلاك لغيره .
لطائف:
الأولى:دلت هذه الآية والتي قبلها على أن عنوان ( المشركين ) لا يتناول أهل الكتاب في عرف القرآن ،بل هو خاص بالوثنيين ،أعني من يدينون بالإشراك وتعدد الأرباب ،فأهل الكتاب - وهم اليهود والنصارى - لا يتناولهم ذلك العنوان ،وإن دخل في عقائدهم الشرك ؛ لأنه دخيل لا أصيل ،ولذلك ينفرون من وصمة الشرك ،وبسببه حل النكاح منهم دون الوثنيين .
الثانية:قال ابن جرير:العرب لا تهمز البرية ،وبترك الهمزة فيها قرأتها قراء الأمصار غير شيء يذكر عن نافع بن أبي نعيم ،فإنه حكى بعضهم عنه أنه كان يهمزها .وذهب بها إلى قول الله{[7529]}{ من قبل أن نبرأها} وأنها فعيلة من ذلك ،وأما الذين لم يهمزوها فإن لتركهم الهمز في ذلك وجهين:أحدهما أن يكونوا تركوا الهمز فيها كما تركوه من الملك وهو فعل من ( ألك ) أو ( لأك ) ،ومن ( يرى ) و ( ترى ) و ( نرى ) وهو ( فعل ) من رأيت ،والآخر أن يكونوا وجهوها إلى أنها فعيلة من ( البراء ) وهو التراب ،حكي عن العرب سماعا ،فقيل:( بفيك البراء ) يعني به التراب .انتهى .