ولما كان من المعلوم أن ذلك اليوم هو اليوم الذي تبتدىء فيه الحياة الآخرة ،وفيها تعرف مقادير الأعمال ،وما تستحقه من الجزاء ،رتب عليه قوله تعالى:{ فأما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية} .قال ابن جرير:{[7538]} أي فأما من ثقلت موازين حسناته ،يعني بالموازين الوزن ،والعرب تقول:لك عندي درهم بميزان درهمك ،ويقولون:داري بميزان دارك ووزن دارك ،يراد حذف دارك ،قال الشاعر{[7539]}"
قد كنت قبل لقائكم ذا مرة *** عندي لكل مخاصم ميزانه
يعني بقوله ( ميزانه ) كلامه ،وما ينقض عليه حجته .وكان مجاهد يقول:ليس ميزان ،إنما هو مثل ضرب ،انتهى .
وعليه فالموازين جمع ميزان ،وجوز كونه موزون ،وهو العمل الذي له خطر ووزن عند الله تعالى .