ثم نبه تعالى على لطفه ورحمته بعباده ،أنه يبعث إليهم الرسول من جنسهم ليفقهوا عنه ويفهموا منه ،ويمكنهم مخاطبته ومكالمته .حتى لو كانت الأرض مستقرا لملائكته ،لكانت رسلهم منهم ،جريا على قضية الحكمة .
فقال سبحانه:{ قل لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا} .
{ قل لو كان في الأرض ملائكة يمشون} أي على أقدامهم كما يمشي الإنس{ مطمئنّين} أي ساكنين في الأرض قارّين{ لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا} أي من جنسهم ،ليعلمهم الخير ويهديهم المراشد .ولما كنتم أنتم بشرا ،بعثنا / فيكم رسلا منكم .كما قال تعالى{[5498]}:{ كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون} .
تنبيه:
في الآية إشارة إلى حاجة من يستقر في الأرض إلى الرسالة .وقد قضت رحمة الباري تعالى وعنايته بذلك ،فمنّ على الخلق بالرسل وأتم حاجتهم بخاتم أنبيائه فأنقذهم من الحيرة ،وخلصهم من التخبط ،وأخرجهم من الظلمات إلى النور .