{ قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا ( 20 )} .
{ قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا} أي تعجبت من هذا وقالت:كيف يكون لي غلام ،أي على أي صفة يوجد مني ،ولست بذات زوج ولا يتصور مني الفجور ؟ .
قال الزمخشري:جعل المس عبارة عن النكاح الحلال ،لأنه كناية عنه .كقوله تعالى:{ من قبل أن تمسوهن}{ أو لامستم النساء} والزنى ليس كذلك .إنما يقال فيه:( فجر بها ،وخبث بها ) وما أشبه ذلك .وليس بقمن أن تراعى فيه الكنايات والآداب .وإنما اقتصر في سورة آل عمران على قوله:{ ولم يمسسني بشر} لكون هذه السورة .متقدمة النزول عليها .فهي محل التفصيل .بخلاف تلك .فلذا حسن الاكتفاء فيها .وقيل:جعل المس ثم .كناية عنهما ،على سبيل التغليب .و ( البغي ) الفاجرة التي تبغي الرجال .ووزنه ( فعول ) ولذا لم تلحقه التاء ،لأنه يستوي فيه المذكر والمؤنث ،وإن كانت بمعنى فاعل كصبور .أو فعيل بمعنى فاعل ،ولم تلحقه التاء لأنه للمبالغة .
/خ36