{ فهزموهم بإذن اللّه وقتل داوود جالوت وآتاه اللّه الملك والحكمة وعلّمه مما يشاء ولولا دفع اللّه الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن اللّه ذو فضل على العالمين 251} .
{ فهزموهم} أي هؤلاء القليلون ،أولئك الكثيرين{ بإذن الله} بنصره إذ شجع القليلين وجبَّن الكثيرين{ وقتل داود} وكان في جيش طالوت{ جالوت} الذي هو رأس الأقوياء{ وآتاه الله الملك} أي أعطى الله داود ملك بني إسرائيل{ والحكمة} أي الفهم والنبوة{ وعلّمه مما يشاء} من صنعة الدروع وغيرها{ ولولا دفع الله الناس بعضهم} من أهل الشر{ ببعض} من أهل الخير{ لفسدت الأرض} أي بغلبة الكفار وظهور الشرك والمعاصي كما قال تعالى:{ ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدّمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا}{[1386]} الآية .
{ ولكن الله ذو فضل على العالمين} أي منّ عليهم بالدفع .ولذلك قوّى سبحانه هؤلاء الضعفاء وأعطى بعضهم الملك والحكمة ومن سائر العلوم ،ليدفع فساد الأقوياء بالسيف .