ولما اتضح لهم موضع خطأ قيلهم ،وبدت لهم هفوة زلتهم ،أنابوا إلى الله تعالى بالتوبة ،وذلك ما أفاده قوله تعالى:{ قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علّمتنا إنك أنت العليم الحكيم 32} .
تقديس وتنزيه من الملائكة لله تعالى أن يحيط أحد بشيء من علمه ،إلا بما شاء .وأن يعلموا شيئا إلا ما علمهم الله تعالى .واعتراف منهم بالعجز والقصور عما كلفوه .وأنه العالم بكل المعلومات التي من جملتها استعداد آدم عليه السلام ،لما نحن بمعزل من الاستعداد له ،من العلوم الخفية المتعلقة بما في الأرض من أنواع المخلوقات التي عليها يدور فلك خلافة الحكيم الذي لا يفعل / إلا ما تقتضيه الحكمة .ومن جملته تعليم آدم عليه السلام ما هو قابل له من العلوم الكلية ،والمعارف الجزئية ،المتعلقة بالأحكام الواردة على ما في الأرض ،وبناء أمر الخلافة عليها .