{ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً} أي أعدلهم رأيا:{ إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا يَوْمًا} ونحوه قوله تعالى:{ قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين * قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فسئل العادين} انتهى .
قال أبو السعود:ونسبة هذا القول إلى أمثلهم ،استرجاع منه تعالى له ،لكن لا لكونه أقرب إلى الصدق ،بل لكونه أدل على شدة الهول .أي:ولكونه منتهى الأعداد القليلة .وكذلك لبثهم بالنسبة إلى الخلود السرمدي ،وإلى تقضي الغائب الذي كأن لم يكن .ولا ينافي هذا ما جاء في آية:{ ويوم تقوم الساعة * يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة} لأن المراد بالساعة الحصة من الزمان القليل ،فتصدق باليوم .كما أن المراد باليوم مطلق الوقت .ولذلك نكر ،تقليلا له وتحقيرا .
قال الشهاب:ليس المراد بحكاية قول من قال:{ عشرا} أو{ يوما} أو{ ساعة} حقيقة اختلافهم في مدة اللبث ،ولا الشك في تعيينه .بل المراد أنه لسرعة زواله ،عبر عن قلته بما ذكر .فتفنن في الحكاية ،وأتى في كل مقام ما يليق به .