{ يتخافتون بينهم} أي يتسارون من الرعب والهول ،أو من الضعف ،قائلين:{ إن لبثتم} أي في الدنيا{ إلا عشرا} أي عشر ليال .قال الزمخشري:يستقصرون مدة لبثهم في الدنيا ،إما لما يعاينون من الشدائد التي تذكرهم أيام النعمة والسرور ،فيتأسفون عليها ويصفونها بالقصر .لأن أيام السرور قصار .وإما لأنها ذهبت عنهم وتقضت .والذاهب ،وإن طالت مدته ،قصير بالانتهاء .ومنه توقيع عبد الله بن المعتز تحت:أطال الله بقاءك ( كفى بالانتهاء قصرا ) .وأما لاستطالتهم الآخرة ،وأنها أبد سرمد ،يستقصر إليها عمر الدنيا ،ويتقال لبث أهلها فيها ،بالقياس إلى لبثهم في الآخرة ،وقد استرجح الله قول من يكون أشد ثقالا منهم ،في قوله تعالى:
{ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا يَوْمًا ( 104 )} .