وقوله تعالى:{ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ} بدل من يوم القيامة أو منصوب بمحذوف .والنفخ في الصور تمثيل لبعث الله للناس يوم القيامة بسرعة لا يمثلها إلا نفخة في بوق:{ فإذا هم قيام ينظرون} وعلينا أن نؤمن بما ورد من النفخ في الصور .وليس علينا أن نعلم ما هي حقيقة ذلك الصور .والبحث وراء هذا ،عبث لا يسوغ للمسلم .أفاده بعض المحققين .
{ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ} أي نسوقهم إلى جهنم{ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا} أي زرق الوجوه .الزرقة تقرب من السواد .فهو بمعنى آية:{ وتسود وجوه} .
وقال أبو مسلم:المراد بهذه الزرقة شخوص أبصارهم .والأزرق شاخص ،لأنه لضعف بصره ،يكون محدقا نحو الشيء يريد أن يتبينه .وهذه حال الخائف المتوقع لما يكره .وهو كقوله تعالى:{ إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار} نقله الرازي:والأول أظهر .